• نوفمبر 24, 2024 - 7:12 صباحًا

«بيت عبدالله» .. ملاذ للأطفال للتخفيف من آلامهم

يعتبر مركز «بيت عبدالله» أحد المراكز النادرة في الكويت التي تعنى بالأطفال المصابين بأمراض مزمنة. ويوفر «بيت عبدالله» للأطفال المرضى رعاية متخصصة، في جو من المرح والسعادة، بهدف التخفيف من آلامهم وتحسين حياتهم.
من جانبه، تحدث الساير في ملتقى ثقافي سابق عن كيفية إنشاء بيت عبدالله، وقال إنه محض المصادفة تلخص في عدة مراحل، وهو أنه اكتشف عند دخول ابنه طارق الذي كان يبلغ حينها ثمانية أعوام مستشفى الأميري أنه لا توجد وسائل للترفيه عن المرضى من الأطفال، وكما تبين عند حضور زوجته مؤتمرا في نيويورك أن هناك تخصصا جديدا، وهو «اختصاصيات حياة الطفل»، وفي وقت لاحق أدرج ذلك التخصص في كلية طب مساعد والتمريض لمدة سنة. وبداية الخطوة أنهم طبقوا التجربة على مستشفى الأميري، فقاموا بتغيير ألوان الحائط في جناح الأطفال حتى تكون أكثر بهجة، وعند جناح التجربة وبموافقة وزير الصحة د. عبدالرزاق اليوسف، رحمة الله عليه، طبقت في جميع المستشفيات، وأيضا طلبنا الاستعانة بخبراء من لندن وأميركا لإعطاء المحاضرات عن ذلك التخصص.
وتابع الساير: تصادف في إحدى المحاضرات الذي حاضر فيها د. جيمكو كند،ل بعنوان «إدراك الطفل الحياة والموت» وجود أم لطفل عمره 4 سنوات، قامت تسأل أسئلة دقيقة وطلبت المساعدة مني ومن زوجتي.
ولفتت إلى أنه ابنها يعالج منذ سنتين في إنكلترا، وعاني من مراحل العلاج بسبب مرض نيوروبلاستوما، ويرفض دخول المستشفى لاستمرار العلاج، فقمت بتشكيل فريق أطلقت عليه «Dream team»، وقمنا بمعالجته في البيت.
ولفت د. الساير إلى نشأة علاقة وطيدة بين أسرة الطفل وأسرته، وأيضا صادف أن الطفل احتفل معهم على مرور سنة على إنشاء الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال. وفي أحد الأيام طلب عبدالله من ابني خالد أن يأتي معه البيت ويقرأ له قصة قبل النوم، وفي الليلة نفسها توفي الطفل في حضن والدته.
وأضاف د. الساير من هذا الأساس قمنا بإنشاء «Hospice»، وأطلقنا عليه «بيت عبدالله»، الذي افتتح في عام 2012 لتقديم الخدمات اليومية، ويعد مقرا للعلاج التلطيفي للطفل وعائلته، ويقدم عناية مسكنة من الألم، وتوفير أجواء الراحة للأطفال الذين يعانون ظروفا صحية حرجة، حتى يشعر الطفل بأن هذا المركز كبيته ويشعر بأجواء العائلة، مضيفا «البيت مجهز ايضا بالقاعات الدراسية للطفل الراغب في مواصلة الدراسة وصالة للألعاب الرياضية ومسبح للعلاج المائي للاسترخاء، ومسرح صغير للأنشطة الفنية والترفيهية والموسيقية، إضافة إلى أن المشروع يتيح للطفل وأسرته بأكملها الإقامة في احد الشاليهات مدة قصيرة بعيدا عن أجواء المنزل.
وأشار إلى أن «بيت عبدالله» حاز جائزة «التميز» في مجالي الصحة والأطفال من «مؤسسة تكريم».
ونال بيت عبدالله اشادات الكثير من الشخصيات والهيئات في الداخل والخارج ، ويقول الأمين العام السابق لمجلس التعاون الدكتور عبدالله البشارة عن زيارته للبيت: لم أصدق ان بيت عبدالله بهذا الجمال في فنون الهندسة التي خرجت من مواهب المهندسة الكويتية الشابة علياء عبدالرحمن الغنيم، وهنا تتضح فلسفة البيت الذي جاء من ثمرات جهود الدكتور وزوجته السيدة مارجريت الساير، في عزم على مواجهة الأمراض المستعصية في الكويت، التي تقضي على مائة طفل سنويا وتعرض ألف طفل آخر لحالات الأمراض المستعصية.
وأضاف جاءت عزيمة د.هلال في التصدي للحالات المستعصية التي تتغذى على الأطفال الصغار عبر بناء مستشفى مثالي يتناغم مع صفاء نفوسهم ومع براءة روحهم، لهذا جاء المستشفى من مفهوم جديد لتصميم تكيات الأطفال، يجمع بين المظاهر الثقافية والبيئة المحلية، كما يجمع بين عناصر العناية التلطيفية والمسكنة وبين أجواء الاستراحة العائلية والتسلية والتعليم.
وأشار إلى تشييد المستشفى المتخصص بأمراض الاطفال الصعبة في منطقة مشجرة بشكل جميل ومحاطة بملعب مصمم بما يتفق مع احتياجات الأطفال.
وواوضح ان بيت عبدالله قد منحته حكومة الكويت أرضا مساحتها عشرين ألف متر مربع من الأراضي المطلة على البحر، وقدرت تكاليف هذا المستشفى ستة ملايين وسبعمائة الف دينار «6.700.000»، بالاضافة إلى مليون وخمسمائة الف دينار تكليف التجهيزات والهندسة الداخلية، ويحتاج إلى مليون دينار سنويا، كمصاريف تشغيل.
وقال البشارة: تجولنا في هذا المنزل الرائع الذي يضم ناديا رياضيا، ومدرسة خاصة، وملعبا خارجيا، وشاليهات صغيرة، للاطفال وعائلاتهم، وحديقة خاصة، وممشى خاصا، ومسجدا صغيرا، وغرفة ملونة اسمها «Rainbow Room».
ودخلت أحد الشاليهات التي تبرعت بها عائلات كويتية، ولفت نظري ان الشاليه الذي زرته شيده تبرع خاص من والدة المرحوم نوري عبدالسلام شعيب، الذي كان دبلوماسيا، آخر مسؤولياته سفيرا في الجزائر، صديقنا في الوزارة وفي الحياة.
نوري الشعيب قاوم السرطان بقوة وجسارة وكأنه على حلبة ملاكمة، لكنه ضعف في آخر الجولات، ومات شابا، حزنت عليه ولا زلت، لأنه من الصفوة النادرة في الذوق والأخلاق.
وتابع البشارة: سألت د.هلال عن ضرورات الشاليهات في المستشفى، فكان رده بأن الأطفال بحاجة إلى جو عائلي يسترخي فيه الطفل المريض مع أسرته، وسألته عن ساحة الألعاب، وهي ديزني لاند صغيرة للأطفال فيها مراجيح وعجلات كبيرة تدور مصممة خصيصا للأطفال مع احتياجات خاصة لتأمين سلامتهم.
في المستشفى توجد 16 غرفة لأجهزة الكمبيوتر وهناك أجنحة خاصة للأطفال الذين يتطلب بقاؤهم في المستشفى لبضعة أيام.
وأخبرني د. هلال بأن الاهتمام الطبي يتركز على العلاج الاستباقي حيث تقوم دوريات طبية بزيارة الأطفال في منازلهم ولا ينقل من الأطفال إلى المستشفى إلى الحالات الضرورية.

Read Previous

متفائلون بمستقبل الكويت

Read Next

القنصل الرشيدي وتقي والسريع يحرزون جائزة التميز العربي في الإدارة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x