• نوفمبر 21, 2024 - 9:57 مساءً

خادم الحرمين .. زيارة تاريخية

ما بين الكويت والسعودية من علاقات ووشائج، هو أكبر من كل الكلمات، وأكثر سعة ورحابة من كل الأوصاف.. في هذا السياق يمكن فهم ذلك الترحيب الرسمي والشعبي الكبير، الذي قوبلت به زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للكويت، في نهاية الأسبوع الماضي.. وهو بلا شك ترحيب مستحق لملك كبير لدولة شقيقة، حين يحضر اسمها يستحضر معه ما لا حصر له من المواقف الرائعة والمشاهد المشرفة.
فهذه الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، كانت ولا تزال وستبقى بإذن الله، السند والظهير والعون للكويت، ولكل أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي.. ومواقفها المشرفة ليست ابنة اليوم أو الأمس القريب فقط، فمن منا يمكن أن ينسى وقفتها في العام 1961، حين هدد الرئيس العراقي آنذاك عبدالكريم قاسم باجتياح الكويت، حيث أرسلت المملكة قوة عسكرية شارك أفرادها مع إخوانهم الكويتيين في المرابطة على الحدود الكويتية العراقية، كما وظفت ثقلها السياسي للضغط باتجاه قبول عضوية الكويت في جامعة الدول العربية، وهو ما حدث بالفعل، وأسهم كل ذلك مع أدوار أخرى عربية ودولية في انقشاع تلك الأزمة.
وعندما تجدد التهديد في العام 1990 وغزت جحافل صدام حسين الكويت، انتفضت السعودية قيادة وشعبا لنصرة الحق الكويتي.
وفتح السعوديون أرضهم وديارهم وقلوبهم أيضا لأبناء الكويت، وعلى أرض المملكة الشقيقة انعقد مؤتمر جدة الشهير الذي انطلقت منه شرارة تحرير الكويت بكل المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية، وتم فيه أيضا التوافق الوطني في أروع صوره بين القيادة الكويتية وشعبها، وهو ما أكد للعالم كله أن الكويت على قلب رجل واحد، ومهد لذلك الحشد الدولي الكبير، الذي أجلى الغزاة في النهاية، وأعاد الحق إلى أصحابه.
اليوم تتجدد عرى التضامن والتكاتف بين الكويت وشقيقتها الكبرى ليس فقط في المجال السياسي، بل في كل المجالات، فها هما الدولتان اللتان كانتا وراء تأسيس مجلس التعاون الخليجي، تعودان اليوم لتقودا التوجه لتطوير مسيرته، والارتقاء بمنظومته إلى المستوى الكفيل بمواجهة التحديات الكبيرة والكثيرة الحالية.. ولعل إشارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، في نطقه السامي أمام مجلس الأمة أمس الأول تؤكد ذلك حين قال إنه قد «آن الأوان للانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، ترتقي إلى مستوى التحديات، وتجسد وحدة الهدف والمصير».. خصوصا أن هذه الإشارة جاءت غداة زيارة خادم الحرمين، والمباحثات التي أجراها صاحب السمو الأمير معه، والتي تناولت في المقام الأول بالطبع الشأن الخليجي، وطموحات شعوب دول المجلس نحو الارتقاء بمنظومته إلى المستوى المنشود.
وكما أشرنا فإن التعاون والتنسيق بين الكويت والسعودية ليس مقصورا على المجال السياسي. ونظرة واحدة إلى ما يجري بين الدولتين الشقيقتين، من تعاون وتنسيق في إطار منظمة أوبك، من أجل ضبط عملية الإنتاج، وإعادة التوازن إلى أسواق النفط الدولية، خير برهان على ما ذكرناه.
إن هذه الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قد جاءت لتؤكد على ما هو قائم بالفعل ومترسخ في وجدان كل كويتي وسعودي، وهو ما تزيده الأيام قوة وثباتا ورسوخا.
ويا خادم الحرمين.. قد حللت بين أهلك أهلا، ونزلت سهلا، وزدتنا لكم وللمملكة الشقيقة محبة ومعزة ووفاء.

Read Previous

«مكافحة الفساد»: التصدي لأي وقائع فساد تنشرها وسائل الإعلام

Read Next

الملتقى الأول لإعادة التدوير يبحث الاستفادة من المخلفات الخرسانية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x