• نوفمبر 21, 2024 - 5:15 مساءً

أمير الإنسانية والسلام

لم تكد الكويت تتحرك بقيادة صاحب السمو الأمير، لمعالجة الخلاف القائم حاليا بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي، حتى وجدنا دعما كبيرا وتأييدا واسعا لهذا التحرك من معظم دول العالم، وعدد من المنظمات والاتحادات الدولية والقارية كالاتحاد الأوروبي، ولم يكن ذلك مستغربا بأي وجه، نظرا للمكانة التي يتمتع به سموه، وخبرته الطويلة في العمل السياسي والديبلوماسي، وكذلك دوره الإنساني الكبير الذي توجه «قائدا للعمل الإنساني»، فضلا عما عرف عن إسهامه المشهود والمقدر في «إطفاء الحرائق السياسية»، بدول المنطقة، وحكمته في التعامل مع الأزمات، ما جعل الكثير من قادة ومسؤولي دول العالم يعلنون عن تأييدهم ودعمهم لمساعي سموه، وتمنياتهم بأن تقود هذه التحركات إلى إنهاء الأزمة الخليجية الحالية، وتنقية الأجواء بين دول مجلس التعاون.
وعندما تبادر الكويت لمعالجة الخلاف الأخير، فإنها تنطلق في مبادرتها تلك من إيمانها بأن أي خلاف لا بد أن تتم معالجته في إطار البيت الخليجي.
ومن ثم جاءت المساعي التي بذلها صاحب السمو الأمير، بزيارته إلى كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، من أجل تحقيق تلك الغاية المنشودة، وهي حل الخلاف عبر الآليات التي يتيحها مجلس التعاون، تماما كما يتيحها تاريخ طويل يربط بين دول وشعوب المجلس، وأواصر قربى ودم، ومصير واحد يواجهه الجميع، ومن الضروري أن يواجهوه مجتمعين موحدين متكاتفين.
إن اختلاف الآراء والمواقف أمر يظل واردا ومتوقعا، لكن المهم هو أن نعرف كيف ندير خلافاتنا، ونصل بها إلى بر الأمان، من دون أن تؤدي بنا إلى مضار كبيرة تهدد وحدة الصف الخليجي، التي نجحنا في بنائها والحفاظ عليها، على مدى عقود طويلة، ظل خلالها مجلس التعاون صامدا راسخا في وجه كل العواصف والأنواء، بل وبات يشار إليه دائما باعتباره يمثل النموذج الأنجح والأقوى، في كل التجارب الوحدوية التي عرفتها الأمة العربية، خلال تاريخها الحديث.
ولا شك أن مجلس التعاون الخليجي الذي صمد أمام أقوى الظروف والمحن، وبقيت دوله آمنة مستقرة، وسط محيط إقليمي تعرض لاهتزازات كثيرة، وفقد العديد من دوله طعم الراحة والأمان، وبات يهددها شبح التمزق والضياع والانقسام إلى دويلات صغيرة، هذا المجلس ينبغي أن يظل محافظا على وحدته وقوته.
والمؤكد أن الشعوب المنضوية فيه لتتطلع إلى قادتها، مؤملة فيهم الخير كله، وموقنة بأن ما جرى هو سحابة صيف، ستنقشع لتعود سماء الخليج أصفى وأبهى مما كانت.

Read Previous

صاحب السمو: احتواء الخلافات الخليجية واجب لا استطيع التخلي عنه

Read Next

السفير العراقي: «صاحب السمو يحاول رأب الصدع وتجنيب المنطقة تداعيات الأزمة الخليجية»

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x